يشتهر الفرنسي ايف لوكوك بقدرته على تقليد 150 صوتا لشخصيات معروفة في المسلسل الساخر "لي غينيول" وقد عرف عنه تقليده للرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك لحوالي 30 عاما كما عرف عنه أيضا أنه من هواة إمضاء عطل آخر الأسبوع في تونس فهو زائر وفيّ لها وعاشق لطبيعتها ومناخها ..
وعشقه هذا حمله على التفكير في اقتناء منزل بالحمامات لكن هذه الفكرة جعلته يعاني الأمرّين قبل أن ينهزم برمي المنديل أو بالأحرى برمي مفاتيح المنزل لشار لم يكن سوى صهر الرئيس المخلوع أي صخر الماطري .
الحكاية كما رواها الموقع الاكتروني الإخباري الفرنسي Rue89 تعود إلى خمس سنوات خلت عندما خطفت الفيلا البيضاء التي تقع على حافة البحر قلب وعقل المقلد الفرنسي الذي منعه انبهاره بمنظر الحديقة وما تحتويه من أشجار عتيقة إلى ملاحظة الحراسة المكثفة على المنطقة ... إعجابه بالبناية الفخمة جعله يتقصى عن صاحبها الذي علم لاحقا أنه فرنسي ..التقاه فعبّر صاحب المنزل عن استعداده للتفويت فيها بالبيع لـ"لوكوك" وبالفعل تمّ إبرام وعد البيع لكن كان لا بد من الانتظار أربع سنوات كاملة لإتمام الصفقة ليصبح "ايف لوكوك" في النهاية عام 2009 سيد القصر وليصبح قانونيا مخوّلا بدخوله متى شاء
مساءلة ومنع
ما كشفه الموقع الالكتروني من ممارسات إبان تحوّل مالك الفيلا الجديد إلى المنزل الذي دفع ثمنه "كاش" يذكّرنا بأغنية الفنان الشهير مارسيل خليفة "وقفوني على الحدود ..قال بدن هويتي" حيث ما إن عتّب الشاطئ حتى أوقفته دورية الحراسة وسألته عن هويته وسبب مجيئه وباختصار عن "العلة وبنت العلة" .. وكان يعتقد أن استظهاره بمفاتيح الفيلا والجهر بأنه المالك الجديد سيمكنانه من دخول مملكته لكن الحرّاس الذين كانوا يرتدون أزياء مدنية منعوه من ولوج بيته في تلك اللحظة تفطن ايف لوكوك إلى حجم الحراسة المكثفة التي تطوّق المكان وإلى الحاجز الذي يغلق منفذ الدخول إلى الشارع حيث توجد الفيلا وقد ذهب "لوكوك" إلى حد تشبيه الأمر بنقطة تفتيش ديوانية تعج بالأعوان منهم من يرتدي الزي الرسمي وكثير منهم يلبسون أزياء مدنية ومما زاد يقينه بأن المسألة ليست مزحة هو تحوّله إلى ما سماه مركز الأمن لتقديم الوثائق والأدلة التي تجيز له دخول مقره الجديد بما في ذلك جواز سفره ..في تلك اللحظة خطر له أن يسأل عن سبب تلك الجلبة وعن "الجار الجنب " صاحب القصر الفخم الملاصق تماما لفيلته فعلم أنه على ملك صخر الماطري صهر بن علي .
»في بيتهم أسد «
يروي موقع rue 89 نقلا عن شهادة "ايف لوكوك" عن الحادثة أنه بعد حصوله على الإذن بدخول بيته وكان ذلك في الصائفة وبحثا عن نسمات لطيفة قرر قضاء الليلة داخل خيمة في حديقة بيته الواسعة عندما أيقظه زئير أرعبه وحمله على طلب النجدة لاعتقاده أن أسدا دخل بيته لكنه ما لبث أن جاءه الخبر اليقين من حارس البيت ليفيده بأن ما سمعه قادم من بيت الجيران وتحديدا من الفهد الذي يربونه والذي كان ينام النهار ويقيم الليل ... الخبر نزل على "لوكوك" نزول الصاعقة وزادت حدته عندما علم أن القفص الذي يسكنه الفهد ملاصق للمنطقة التي تفصل قصر الماطري عن بيته ففكر في إقامة سياج لكن صهر الرئيس منعه .. وقد اعترف "لوكوك" للموقع أنه ظل يعيش حالة ذعر كبيرة من انتقام جاره خصوصا بعد أن علم أنه تم تجنيد شقيق حارس فيلته لاستقصاء معلومات عنه كما تم تكليف رجل أعمال فرنسي - تونسي من الاقتراب منه ومصادقته فضلا عن منعه من القيام بأي أشغال أو إصلاحات بالفيلا ... هذه التصرّفات أقنعت "لوكوك" بأن العيش - ولو لفترات قصيرة- إلى جانب جيرانه سيحيل حياته إلى جحيم لذلك قرّر رمي المنديل وبالفعل اضطر "ايف" إلى بيع الفيلا في 2010 قبل أشهر - كما يقول- من قيام الثورة ولم يكن الشاري سوى "جار الجنب" صخر الماطري.
وقد اعترف المقلّد الشهير أنه فعل ذلك مكرها وأنه علم عبر التلفزة التونسية أنه بإمكانه استرجاع منزل الأحلام ولا يدري إذا كان ذلك ممكن حقا.
ليليا التميمي