كشفت صحيفة "ليموند" الفرنسية اليوم الأربعاء 19-1-2011 عن اجتماعات صاخبة دارت في أروقة القصر الرئاسي بعيد أيام من نزول التونسيين للشارع في أعقاب إشعال محمد البوعزيزي لنفسه.
جاء ذلك على لسان أحد مستشاري الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، والذي فضل التعريف عن نفسه لمراسلة الصحيفة باسم "زياد".
ونقلت الصحيفة عن زياد الذي يختبئ حالياً في أحد أزقة حي باردو، ويخضع لحراسة أمنية مشددة من بعض مقربيه، وجود مؤامرة كانت تحيكها زوجة بن علي ليلى الطرابلسي للإطاحة به، بحيث تتولى الرئاسة في العام 2013
ونقلت الصحيفة عن زياد الذي يختبئ حالياً في أحد أزقة حي باردو، ويخضع لحراسة أمنية مشددة من بعض مقربيه، وجود مؤامرة كانت تحيكها زوجة بن علي ليلى الطرابلسي للإطاحة به، بحيث تتولى الرئاسة في العام 2013
وأضاف أن من بين المشاركين في هذا المخطط سليم شيبوب، زوج إحدى بنات الرئيس المخلوع، بالإضافة إلى بلحسن الطرابلسي، أحد إخوة ليلى، وعماد الطرابلسي وهو ابن أخيها.
وكان السيناريو المعد للتنفيذ يشمل الإعلان عن استقالة بن علي لأسباب صحية، ومن ثم يرشح الحزب الحاكم ليلى الطرابلسي للرئاسة ضمن انتخابات عامة، تتبعها مسيرة مليونية في قلب العاصمة مؤيدة لترشحها، بحيث تمهيد الطريق لتأكيد فوزها في الانتخابات لرئاسة البلاد.
وأزاح المستشار زياد، الذي وصفته مراسلة الصحيفة بـ "الخائف"، اللثام عن مشاجرة قوية دبت بين بن علي وزوجته في شهر سبتمبر/ أيلول المنصرم, كان أحد نتائجها تزايد حضور بلحسن وعماد في القصر الرئاسي.
وأضاف أن هذه اللحظة كانت حاسمة لجهة تعزيز نفوذ بعض رجال القصر ممن يودون الانقلاب على حكم بن علي، والذين كان من بينهم قائد الأمن الرئاسي علي السرياطي.
وعن تفاصيل ما دار داخل القصر الرئاسي بعيد اندلاع شرارة الثورة، يقول الرجل الذي يغير مكان إقامته باستمرار منذ مغادرة بن علي البلاد، "إن الرئيس (المخلوع) لم يهتم كثيراً عندما أبلغ بنبأ إحراق محمد البوعزيزي (26 عاماً) نفسه في بلدة سيدي بوزيد، واكتفى بالقول القول: "فليمت!".
ويضيف زياد أن بن علي دعا مستشاريه إلى حضور "اجتماع أزمة" يوم 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أي بعد خطابه التلفزيوني الأول، واستمع إلى مقترحاتهم بخصوص كيفية إخماد ثورة الشارع، حيث اقترح عليه أحد مستشاريه ويدعى عبدالوهاب عبدالله أن ينحي باللائمة على تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في تحريك الشارع، إلا أن بن علي رد عليه ساخراً: "إن هذا يعني قتلاً للسياحة في تونس, ويمثل انتحاراً بالنسبة لنا".
وكشف المستشار عما دار في اجتماع آخر بين بن علي ومستشاريه قبيل خروجه من البلاد، عبر خلاله السرياطي عن غضبه من الجيش، ووصف عناصره بـ"الأوغاد"، بسبب عدم تصديهم للمتظاهرين ووقوفهم إلى صف الشارع.
وأضاف زياد على لسان السرياطي قوله: "قد نغادر تونس، لكننا سنحرقها. عندي 800 عنصر مستعدون للتضحية بأنفسهم, وخلال أسبوعين سيقوم هؤلاء المحتجين بالتوسل إلينا، كي يأخذوا بزمام الأمور من جديد".