آه كم كبر الشعب التونسي في عيون العرب من المحيط إلى الخليج. ليس هناك شك بأن أهل تونس كانوا دوماً كباراً، لكنهم ازدادوا عظمة وتألقاً بعد ثورتهم المباركة
ولا أستطيع إلا أن اذكر أنه كلما أسمع شخصاً يتكلم باللهجة التونسية في الأيام القليلة الماضية في أي مكان إلا وأشعر شعوراً جميلاً جداً، لأن تلك اللهجة المميزة أصبحت تحمل في طياتها الأمل والعزة والكرامة
وقد أخبرني صديق لي قبل أيام أنه كان واقفاً في طابور لدفع فاتورة الهاتف، فسمع صوت شخص يتحدث باللهجة التونسية خلفه في الطابور، فقام فوراً بمصافحته بحرارة بالغة، وطلب منه أن يأخذ مكانه كنوع من التكريم لواحد من ذلك الشعب العظيم
وقد قال له حرفياً: “لا يمكن أن أكون أنا في المقدمة وأنت الثائر ورائي، لا أقبل إلا أن تقف مكاني وأنا أعود إلى الوراء، فالثوار أولى بالأماكن المتقدمة حتى في الطوابير”
ولا شك أنني كنت سأفعل الشيء نفسه لو شاهدت تونسياً يقف خلفي في الطابور

